فضل شاكر يسلم نفسه خلال الأيام المقبلة ويعلن توبته من الفكر الجهادى المتشدد وتبرئته من شيخه الاسير بعد مقتل الجنود اللبنانيين على يد جهاديين حكم عليه بالاعدام على اثرها



قرر المغني اللبناني فضل شاكر استعادة حياته الفنية، متخليا عن لحيته الطويلة وعن ملهمه، رجل الدين أحمد الأسير الفار من وجه العدالة.
وقالت مي خنسا، محامية شاكر واسمه الحقيقي فضل شمندور، الاثنين، "يريد تسليم نفسه خلال الأيام المقبلة". ونقلت عنه تأكيده انه "قطع علاقته بالأسير منذ زمن".
واضافت انه "تخلى عن الخط الديني المتشدد".
وافاد شهود التقوا خلال الايام الماضية الرجل الذي غزت اغانيه الرومانسية في الماضي العالم العربي، انه يقيم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين القريب من صيدا.
في هذا المخيم، أمضى شاكر المولود من أم فلسطينية واب لبناني، طفولة فقيرة، قبل ان يبدا مسيرته الفنية كمغن شعبي في الاعراس. وما لبث ان برز نجمه في نهاية التسعينات عندما تحول الى مطرب الشباب والحب.
وقال الشهود انه لجأ الى المخيم منذ منتصف 2013 بعد معركة بين أنصار الأسير والجيش اللبناني في منطقة عبرا قرب مدينة صيدا (جنوب) قتل فيها 19 جنديا و11 مسلحا من جماعة الأسير.
وهو يقيم منذ أشهر في منزل اشتراه من ناشط اسلامي يدعى رامي ورد بالقرب من مسجد النور في حي المنشية في المخيم. وقال زواره ان "ورد يرافق شاكر كظله أثناء تنقله في المخيم ويقيم معه في المبنى نفسه".
وتوارى كل من شاكر والأسير عن الانظار منذ فرارهما من عبرا. وبدأت ملاحقات قضائية في حقهما بتهمة "قتل ضباط وعناصر من الجيش والتعرض لمؤسسة الدولة".
واوضحت خنسا أن موكلها اخبرها "أنه مر بظروف صعبة مؤكداً انه بريء. وهو فنان ضل الطريق ويريد العودة إلى طريقه الأساسي وهو الفن".
وعرف شاكر بصوته الدافئ، وكان يحظى بشعبية كبيرة في لبنان والعالم العربي قبل ان يعلن عن قناعاته الدينية ويصبح من مناصري الاسير ويبتعد تدريجيا عن الفن والحفلات الصاخبة، ما اثار صدمة واسعة لدى عارفيه وزملائه ومتابعي فنه.
وقال الزوار الذين رفضوا الكشف عن اسمائهم ان شاكر فقد في الفترة الاخيرة بعض الوزن نتيجة وعكة صحية. لكنه حلق ذقنه وارتدى سروالا وقميصا ابيضا، ما جعله اقرب الى الصورة التي عرف بها عندما كان فنانا، بعد ان انتشرت صوره باللحية الكثيفة والعباءة الاسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي.
 واشاروا الى ان من اسباب قرار العودة "ضغوط بعض رجال الدين عليه للحد من تنقلاته داخل المخيم أو الخروج منه، واخرى تتعلق بالقيود المفروضة عليه لجهة ضرورة وجود مرافق دائم معه وعدم الذهاب الى اماكن معينة، كونه ملاحقا".
وتتولى المخيمات الفلسطينية في لبنان "أمنها الذاتي" ولا تدخلها القوى الامنية اللبنانية بموجب اتفاق ضمني مع الفصائل الفلسطينية. وتفيد تقارير امنية عن لجوء العديد من الخارجين عن القانون والمطلوبين الى المخيم للاحتماء به. وهو ايضا بسبب الفقر والسلاح المنتشر فيه، تحول الى ارض خصبة للجهاديين.
افتتح شاكر في الفترة الاخيرة، وفق ما نقله الشهود، مطعم "ابو الطيب" داخل المخيم يقدم اطباقا لبنانية وفلسطينية شعبية مع خدمة توصيل الطلبات الى المنازل. كما افتتح محل حلويات أسماه "حلويات المنصور". وتوقفوا عند "فخامة" هذين المتجرين بالمقارنة مع المحيط.
وتحدثت صحيفة الأخبار في عددها الصادر الاثنين عن "صفقة" محتملة يجري الاعداد لها في الكواليس تتضمن تسليم شاكر نفسه الى الجيش واعلان "توبته"، من دون ان تذكر ما الذي سيحصل عليه في المقابل.
واشارت الى وساطات تقوم بها في هذا المجال شخصيات لبنانية وعربية، مشيرة الى ان شاكر "يريد قبل تسليم نفسه أن يعرف المدة الزمنية التي سيقضيها في السجن وإذا كانت هناك إمكانية لإطلاق سراحه".
وابلغ مصدر قضائي انه "لا يمكن تسوية وضعه من دون ان يصار الى محاكمته وصدور عقوبة بحقه".
علما ان التهمة الاخطر التي تواجه شاكر هي قتل عناصر في الجيش. الا ان مصدرا قضائيا قال ان احد مرافقي شاكر الموقوفين ادلى بشهادة امام المحكمة اكد فيها ان شاكر لم يشارك اطلاقا في المعارك، وانه لجأ لدى اندلاع الاشتباكات الى مخبأ قرب مسجد بلال بن رباح وبقي فيه حتى هدأت الاوضاع، فعمد الى الفرار الى عين الحلوة.
وطلب القضاء العسكري للأسير وشاكر وآخرين عقوبة الاعدام. ولم يظهر الاسير منذ تواريه الا بضع مرات في تسجيلات مصورة او صوتية نشرت على الانترنت ليحمل على الجيش والسياسيين في لبنان.
ونجح الاسير مع اندلاع الاحتجاجات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011، في جذب عشرات الشبان اليه. خاصة بمواقفه العنيفه تجاه حزب الله الشيعي.
المصدر 
وكالات